عمان في 4 أكتوبر 2024
يحيي الاتحاد العربي للنقابات اليوم الرابع من أكتوبر من سنة 2024 الذكرى العاشرة لتأسيسه، وهي مناسبة تستحضر فيه كل مكونات هذا الاتحاد مسار عشر سنوات من العمل والجهد والتضامن من أجل حركة نقابية عربية ديمقراطية حرة قادرة على مواكبة التغييرات العميقة التي تعيشها المنطقة العربية وتسارع تقلبات الوضع الاقتصادي والاجتماعي، والتأقلم مع ضروراتها واستنباط سبل رفع التحديات التي تطرحها.
ولم تخل هذه السنوات العشر من الصعوبات والعراقيل التي واجهت اتحادنا، كما واجهت منظماتنا الأعضاء، اعتبارا لدورها كخط دفاع أول عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال والعاملات، لكنها فترة أيضا شهدت تحقيق نجاحات ومكاسب خاصة في مجال مؤازرة جهود المنظمات الأعضاء في شتى المجالات التقنية والسياسية وفي تعزيز مشاركة المرأة والشباب في صنع القرار النقابي بالإضافة إلى تحقيق توافق نقابي عربي حول أهم القضايا التي تواجه المنطقة في إطار ممارسة نقابية ديمقراطية في إطار دستور الاتحاد العربي للنقابات.
نستحضر اليوم أيضا ونحن نتابع الشأن النقابي العربي، تطور الحركة النقابية العربية وانفتاحها على عديد الملفات التي كانت حصرية على القرار السياسي، وتمكنت بفضل تمسكها بالحوار الاجتماعي من التأثير وفرض رؤاها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على السياسات الوطنية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة.
ويحق لمكونات اتحادنا من الأردن وتونس، وسلطنة عمان، وفلسطين، ولبنان، والعراق، والبحرين، والمغرب، والجزائر، وليبيا، واليمن، وموريتانيا، ومصر، أن تفخر بما حققته من انجازات بفضل تضامنها وتوافقها وعلى رأسها نيل فلسطين عضوية مجلس إدارة منظمة العمل الدولية رغم كل العراقيل التي واجهتها.
كما مكنت هذه الروح النقابية التضامنية من تكوين جبهة نقابية عربية ودولية من أجل اعتماد فلسطين كدولة في قوائم منظمة العمل الدولية أواخر سنة 2023 وها هي تتمكن خلال أواخر شهر سبتمبر 2024 من تشكيل حزام نقابي عربي ودولي مكّن الاتحاد الدولي للنقابات من تقديم شكوى ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي لانتهاكها لاتفاقية العمل الدولية عدد 95 وحرمانها لأكثر من 200 ألف عامل فلسطيني من أجره.
إن مرور عشر سنوات منذ تأسيس الاتحاد العربي للنقابات مناسبة أيضا لتقديم كل عبارات الامتنان لدعم الاتحاد الدولي للنقابات المتواصل لاتحادنا، اتحادنا الدولي الذي آمن بخصوصية المنطقة العربية وبضرورة دعم حركتها النقابية التي تمتلك رصيدا تاريخيا كبيرا يضاهي أكبر النقابات في العالم. كما يجدر أيضا تقديم كل عبارات الشكر والامتنان لكل القيادات التي تداولت على المسؤوليات صلب هذا الاتحاد وساهمت من موقعها في إشعاعه وتطويره وخدمة حركتنا النقابية العربية.
عاش الاتحاد العربي للنقابات،
عاشت الحركة النقابية العربية حرة، مستقلة ومناضلة،
السكرتير التنفيذي
هند بن عمار