عمان في 6 مارس 2025
حقوق المرأة معيار الممارسة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية
تحيي المرأة النقابية العربية اليوم العالمي للمرأة هذه السنة على وقع تراجع رهيب لحقوقها المدنية والسياسية وتصدرها لأسوء مؤشرات المكاسب الاقتصادية والاجتماعية وانحسار مشاركتها في المناصب القيادية بشكل يطرح مجددا مصداقية الممارسة الديمقراطية في مختلف البلدان العربية.
فرغم الاعتراف الرسمي المتواصل بأهمية المشاركة السياسية والمدنية للمرأة في تحقيق التنمية الشاملة في المنطقة العربية فقد بقيت المرأة العربية بعيدة عن المجال السياسي والمدني ولم يعد هناك مجال لمزيد تأخير مراجعة المنهجيات التعليمية والثقافية بسبب فشلها في تغيير العقلية الذكورية والنظرة الدونية للمرأة.
إن دعوة المرأة النقابية العربية إلى مراجعة المنهجيات التعليمية والثقافية، تنطلق من قناعتها بأن ترسانة القوانين والتشريعات لم تكن يوما ضمانة حصرية لحقوق المرأة في غياب حاضنة سوسيولوجية لهذه الحقوق كفيلة بمقاومة عملية التجريف المتواصلة لمكاسب المرأة.
وإن المرأة النقابية العربية تقدّر جزما، بأن الحقوق السياسية والمدنية والعدالة الاجتماعية للمرأة العربية تعتبر معايير أساسية للممارسة الديمقراطية وتحكيما دقيقا لمصداقية هذه الممارسة لا فقط من بوابتها السياسية بل أيضا من بوابة عالم العمل، وضمن هذا الإطار، فإن المرأة النقابية العربية تدعو إلى تكثيف المشاركة في حملة الاتحاد الدولي للنقابات "من أجل الديمقراطية" لمحاصرة الممارسات التمييزية والإقصائية في مواقع العمل والتأثيث لرافعة عمّالية لبناء مجتمعات ديمقراطية تؤمن بالمساواة في الحقوق بين المرأة والرجل.
كما تؤمن المرأة النقابية العربية بأنّ مكونات الحركة النقابية في كل أنحاء العالم قادرة على رفع التحديات المطروحة على الأجندة العالمية بجوانبها التنموية والسياسية وعلى رأسها فرض السلام الشامل والعادل وانهاء كل أشكال الاحتلال والنزاعات المسلحة.
فقد أثبت التضامن النقابي جدواه في مقاومة أطروحات الدمار والحروب والاحتلال، وها هو اليوم يجد نفسه أمام امتحان جديد يستحثه من أجل التصدي إلى الدعوات المحمومة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بعد أن فشلت أشد الأسلحة فتكا في ذلك. فقد دفع آلاف المدنيين الفلسطينيين وعلى رأسهم النساء والأطفال في قطاع غزة والضفة الغربية أرواحهم ثمنا للتمسك بالأرض والحق في تقرير المصير، كما يواصل المعتقلات والمعتقلون صمودهم داخل سجون احتلال دموي فشل طيلة عشرات السنين في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
إن المرأة النقابية العربية وهي اليوم تحيي اليوم العالمي للمرأة، تدعو مكونات الحركة النقابية في كل أنحاء العالم إلى تسجيل ملحمة تضامنية جديدة مع الشعب الفلسطيني من أجل إقرار السلام الشامل والعادل والضغط الميداني على القرار السياسي لتحقيق ذلك وافشال كل مخططات هدر الحق الفلسطيني.
عاشت المرأة النقابية العربية، عاشت المرأة النقابية في كل أنحاء العالم، عاش التضامن النقابي العربي والدولي من اجل السلام، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية،