بيان العيد العالمي للعمال

مايو 2024

تحيي الطبقة العاملة في العالم وفي المنطقة العربية خاصة عيدها العالمي هذه السنة على وقع تراكم الأزمات الاقتصادية والمالية والمناخية واحتدام النزاعات المسلحة، وهي معضلات ألقت تداعياتها بأثقال وأعباء اجتماعية معقدة على كاهل العمال والفئات الهشة وفسحت المجال لتصاعد الخطاب المعادي للحقوق والحريات النقابية بما جعل السنة المنقضية سنة الانتهاكات الواسعة للحق النقابي.

لقد أثبت مؤشر الاتحاد الدولي للنقابات والتقرير السنوي لانتهاك الحقوق والحريات النقابية أن ما واجهته أغلب النقابات العربية من انتهاكات خلال السنة الماضية يترجم منهجية تشريعية واجرائية لتحجيم دورها والحدّ من إمكاناتها في الدفاع عن الحقوق الأساسية للعمال وإطلاق العنان لإجراءات اقتصادية لا تأخذ بعين الاعتبار الاستحقاقات الاجتماعية للعمال والفئات الضعيفة.

ويكبر الاتحاد العربي للنقابات صمود المنظمات النقابية العربية التي تواجه هذه الانتهاكات وتمسك مناضليها ومناضلاتها برسالتهم النقابية ويعبر عن تضامنه معهم ووقفه الدائم إلى جانب حق الممارسة النقابية الحرة، الديمقراطية والمستقلة والحق في الحوار الاجتماعي والمفاوضة الجماعية على قاعدة اتفاقيات العمل الدولية الأساسية.

إن ما تواجهه أغلب البلدان العربية من أزمات مركبة هو النتيجة الطبيعية للسياسات الأحادية العقيمة يتوجب القطع معها والانخراط الجدي في الحوار مع الشركاء الاجتماعيين وأصحاب المصلحة المتعددين حول الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وتقديم إجابات توافقية فعالة حول الإصلاح الاقتصادي والانعاش الاجتماعي وسن خطط استجابة مستدامة لمعظلات التغيير المناخي ومكافحة البطالة والفقر وتهميش الشباب والتمييز ضد المرأة التي لا تزال تكابد كل أنواع العراقيل والانتهاكات في المنطقة العربية في نفس السنة التي اختارت فيها المفوضية السامية لحقوق الإنسان المرأة رائدة في بناء السلام.

لقد أثبتت التجربة النقابية في منطقتنا العربية وفي العالم إيجابية التفاعل النقابي مع كل مبادرات الحوار والتفاوض، وقدمت تضحيات جسام من أجل الرقي الاجتماعي والاقتصادي لمجتمعاتها، وهي اليوم تواجه موجة تراجعات واسعة عن الحقوق المكتسبة بالتزامن مع استعداد أكثر من 70 بلدا لتنظيم انتخابات عامة وانتخابات رئاسية، من اجل ذلك، فإن الاتحاد العربي للنقابات يدعو كافة منظماته الأعضاء إلى الانخراط في حملة الاتحاد الدولي للنقابات من أجل الديمقراطية عبر تثمين الخطاب النقابي ورؤاه الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والحقوقية داخل المؤسسة الإنتاجية والفضاء العام والعمل سويا من اجل عقد اجتماعي جديد كإطار من أجل أجور لائقة وحماية اجتماعية للجميع ودافع لفرص العمل وضامن للحقوق والحريات النقابية والمساواة بين الجنسين.

إن الاتحاد العربي للنقابات، يجدد التزامه ووفائه لمبادئ السلام العادل والشامل وانتصاره للشعوب المضطهدة والمستعمرة، ويعبر عن ادانته الكاملة لعمليات الإبادة والتجويع المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعجز المجتمع الدولي عن فرض قرارات الشرعية الدولية على سلطة الاحتلال ويدعو كافة المنظمات النقابية والقوى الحية في العالم والمنطقة العربية إلى مواصلة دعم عمال وشعب فلسطين إلى حين نيل حقهم في تقرير مصيرهم وبسط سيادتهم على قاعدة قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

عاشت الطبقة العاملة في كل أنحاء العالم! عاشت الطبقة العاملة العربية حرة مستقلة وديمقراطية!

السكرتير التنفيذي

هند بن عمار