وقال خليد هوير العلمي، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم الجمعة الماضي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي حول مدونة الشغل، الذي نظمته وزارة الشغل والإدماج المهني، وحضر فعالياته رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، "إن الوضعية التي تعرفها العلاقات الشغلية ببلادنا تؤكد أننا نعيش هشاشة مزمنة، وأن البحث عن المزيد من المرونة سيعمق أكثر الأوضاع الاجتماعية المزرية للطبقة العاملة وتكريس الهشاشة واللاحقوق"، وأضاف "إن المسؤولية تقتضي أولا، الالتزام باحترام القوانين الاجتماعية سواء مدونة الشغل أو القوانين المؤطرة للحماية الاجتماعية".
وأوضح القيادي النقابي، أن أغلب الاحتجاجات والإضرابات هي نتيجة عدم تطبيق مقتضيات مدونة الشغل. وأَضاف "سياق الجائحة وتداعياتها وضعية الهشاشة في سوق الشغل بعدما فقد أكثر من 600 ألف عامل مناصب عملهم بالإضافة الى البطالة الجزئية، خاصة بعد أن أعطت الحكومة الضوء الأخضر لتسريح عامل واحد من أصل 5 عمال".
وأكد نائب الكاتب العام على أن المطلوب من النظام السياسي، "هو خلق التوازن بين النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي"، وقال "إذا كان هناك من انحياز فيجب أن يكون في اتجاه المسألة الاجتماعية وبناء الدولة الاجتماعية خاصة أمام حجم التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية".
وفيما يشبه تحذيرا صريحا من قيادة الكونفدرالية للحكومة، قال العلمي "إننا ننبه الحكومة من أية محاولة لاستغلال هذا اليوم الدراسي للمس بمدونة الشغل"، والذي يجب أن يبقى من منظور الكونفدرالية، "في إطار حدوده العلمي، وليس بديلا للتفاوض ثلاثي الأطراف"، فدائما يوجد يضيف نائب الكاتب العام "من يُشَغِّل الأزمات ويعتبرها فرصة ولو على حساب معاناة الأجراء والمواطنين لتمرير محطات ومشاريع وللمزيد من الاستفادة".