الحراك الاجتماعي بلبنان: الحريري يقدم استقالته، وأنصار الحكومة يعتدون على المتظاهرين ويحرقون خيامهم

أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحافي من "بيت الوسط"، أنّه سيتوجه إلى قصر "بعبدا" لتقديم استقالته، قائلاً: "وصلت إلى طريق مسدود، ولا بد من صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة، أنا ذاهب إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة لفخامة الرئيس ميشال عون، وللشعب في جميع المناطق".

و بإعلان الحريري وضع استقالته بتصرف رئيس الجمهورية، احتفل المتظاهرون وسط بيروت بهذا الخبر وبرزت مظاهر الفرح والاحتفالات في أوساط المحتجين.

من جهة ثانية، أكدت وسائل إعلام محلية أن أنصارا لحزب الله وحركة أمل اعتدوا على محتجين عند حاجز طريق في العاصمة بيروت،أمس الثلاثاء، وفكوا خيامهم وأحرقوها مما دفع الشرطة للتدخل.

وبدأ الأمر عندما شق أنصار حزب الله وحركة أمل طريقهم داخل مخيم الاحتجاج على جسر "الرينغ" وسط بيروت، وحاولوا إجبار المحتجين على فتح الطريق.

ويتسم الحراك بالسلمية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت توترات بين متظاهرين ومجموعات من حزب الله ومن التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون.

وبعد أيام على اندلاع الاحتجاجات، أعلن الحريري ورقة إصلاحات اقتصادية في محاولة لامتصاص غضب الشارع، ودعا عون الى إعادة النظر بالواقع الحكومي.

بيد أن المتظاهرين اعتبروا أن كل هذه الطروحات جاءت متأخرة ولا تلبي طموحاتهم وهم مصرون على مواصلة ثورتهم.

وتميزت التظاهرات في لبنان بشمولها مختلف الأراضي اللبنانية ومختلف الطوائف في بلد صغير يقوم على المحاصصة الطائفية ويشهد انقسامات كبيرة بين سياسييه على خلفية الانتماءات الحزبية والدينية.

وتشكّل فئة شباب الذين ولدوا ما بعد الحرب الأهلية الدامية (1975-1990) عصب التظاهرات اللبنانية التي ليست لها قيادة ولا توجها حزبيا.

و طالب المحتجون منذ بدء الحراك بإسقاط الطبقة السياسية بأكملها فهم يحملون عليها فسادها وعجزها عن حلّ الأزمات التي تمر بها البلاد، خصوصاً الاقتصادية.