هذا ما جنته مأساة الحرب في اليمن: صحافيون يلجؤون إلى مهن أخرى

كشفت تقارير إعلامية أن الحرب في اليمن جلبت مآسي على صعيد كل المهن في البلاد؛ ففي مجال الصحافة عملت الحرب على إغلاق كثير من المؤسسات والصُحف وحجب المواقع الالكترونية، حتى يكاد ينحصر العمل الصحافي المحلي ومعظم الخارجي فيما يخدم الحرب.

وتضيف التقارير أن  كل ذلك يتم في موازاة انقطاع صرف رواتب غالبية الصحافيين، فيما البقية المتبقية لم تعد تحصل سوى على راتب تراجعت قيمته إلى نحو مئة دولار تقريباً، علاوة على ما وصل إليه قمع الحريات، الأمر الذي تدهورت معه أحوال الصحافيين الحياتية فقراً وخوفاً؛ فاستنزفوا، خلال بقائهم خارج المهنة، منذ بدء الحرب ما كان لديهم من وسائل لدرء تداعيات هذا الواقع، حتى وصل الحال ببعضهم إلى مغادرة المدن، حيث كانت مقرات أعمالهم، والعودة للأرياف والعمل في الزراعة، لكن حتى هؤلاء يعيشون أوضاعاً صعبة؛ لأن الوضع المعيشي في الريف صار طارداً لهم؛ حيث يجد الصحافي أن الفقر هناك أيضاً يجعل أهله يضيقون ذرعاً به.

 أما مَن بقي من الصحافيين في المدن فيعيشون وضعاً مختلفاً، لكن الحال بلغ ببعضهم إلى تفرق شمل عوائلهم، وعدد آخر استطاع أن يتجاوز مرحلة البؤس من رحلة المأساة، بالانتقال إلى مرحلة المرارة في التعايش مع مهن أخرى إن جاز التوصيف؛ فصار بعضهم مثلاً يملك دكاناً لبيع الآيس كريم، وآخر أصبح دلالاً في تجارة العقارات، بل أن بعضهم ضحى بما يملك في سبيل افتتاح دكان صغير يعيل منه عائلته بالحد الأدنى.

ويعتقد أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين محمد شبيطة أن انتقال الصحافيين اليمنيين إلى مهن أخرى هو شكل مؤلم من أشكال المعاناة التي يعيشونها جراء الحرب التي أغلقت المنابر وقطعت الرواتب وضيّقت الحريات، ونتجت عن ذلك أشكال مختلفة من المعاناة للصحافيين، وصلت لمستويات لم نكن نتصورها؛ فعلى مستوى الانتقال لمهن أخرى فقد صار هناك صحافيون يعملون في مجالات عديدة، وهم بذلك، وإن كانوا أوجدوا مصادر دخل لعوائلهم، وهذا شيء جيد، إلا أن معاناتهم لا تتوقف؛ فمعاناتهم النفسية في التكيف مع الواقع الجديد ومحاولة نسيان مهنتهم وواقع بلادهم ليس بالأمر الهين عل حد تعبيره.

وكشف نقيب الصحافيين في تصريح لجريدة "القدس العربي" أن 1500 صحافي يمني هم المسجلون في قائمات النقابة جميعهم يعانون أوضاعاً صعبة للغاية.

…………………………………

#مأساة #الحرب #اليمن #صحافيون