الحدادة في البحرين، المهنة المهدّدة بالزوال

يشكو هذه الأيام الحدادون في البحرين من تهديد ترحيلهم من الأرض التي كانوا استأجروها منذ سنين وبنوا فيها محلاتهم وورشاتهم.

وأكد المركز الإعلامي للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أن الحدادين تفاجئوا بالتهديد بالإخلاء من قبل مالك الأرض، ولا يعرف الحدادون إلى أين يمكن أن يرتحلوا بعد، ولا يجدون لهم من ملجأ، مطالبين الجميع بالالتفات إلى قضيتهم، ومراعاة ما تعنيه مهنة قديمة مثل مهنتهم تكاد تندثر.

وأبرز عدد من الحدادين أن هذه المهنة القديمة، والتي توارثوها أباً عن جد مهددة اليوم بالزوال، بعد أن استصدر مالك العقار الذي يستأجرون منه ورشاتهم أمراً بإزالتها، مناشدين المسؤولين والملك ورئيس الوزراء وولي العهد الالتفات لقضيتهم.

كما أكد الحدادون أنهم يريدون الحفاظ على هذه المهنة، ويتمنون من الجميع مساعدتهم في ذلك، ويقولون أنها مهنة تخدم المجتمع، وتظهر الوجه الحضاري للبلد، حيث يسعى السائحون لمشاهدة هذا العمل القديم والتراثي، وكذلك طلبة الجامعات الذين ينجزون بحوثاً حول التراث.

قصة الانتقال والترحال بدأت منذ العام 1942 حيث انتقل الحدادون من سكة "البانيان" في شارع الشيخ عبد الله بالمنامة إلى "الحورة"، ثم انتقلت في العام ذاته إلى شارع البلدية، ولم تلبث سنوات حتى انتقلت إلى غرب شارع الشيخ عبد الله قريباً من منطقة "النعيم"، واستمر الأمر حتى انتقالهم إلى منطقة "البرهامة" في العام 1986، لكنه ليس الانتقال الأخير، فبعد أحداث 2011 عاد الحدادون للترحال، حيث توزّعوا في مناطق مختلفة من بينها النعيم التي ظلوا فيها حتى جاءهم منذ شهر أمرٌ بالإخلاء مرة أخرى، ليعودوا لرحلة البحث عن مأوى يحفظون فيه مهنة آبائهم وأجدادهم.

ويصنع الحدادون أدوات البحارة ويقدمونها بأسعار رخيصة، خلافاً لتلك المستوردة، ويضيف العمران إلى جانب أدوات الزراعة وأدوات البناء وسواطير وسكاكين القصابين، وكل ذلك بأسعار تناسب العاملين في هذه الحرف.

………………………………………. #الحدادة #البحرين #مهنة_مهدّدة