أعلن عدد من الجمعيات والمنظمات في تونس عن رفضها القاطع للزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس، وقالت أن بن سلمان :" غير مرحب به في تونس".
وأصدر أمس لفيف واسع من المجتمع المدني التونسي بيانا مشتركا فيه رفض قاطع للدعوة الموجهة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة تونس التي من المنتظر أن يصلها يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2018 في إطار جولة تشمل دولا عربية وتهدف إلى فك عزلته على خلفية ضلوعه في الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية باسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر 2018.
وعبّرت المنظمات الموقعة في البيان عن استغرابها من هذه الدعوة وما تضمره من دلالات تشير إلى استهتار كامل بمبادئ حقوق الإنسان واستخفاف مشين بالمسار الديمقراطي الذي تعيشه تونس منذ لجوء رئيسها الأسبق زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية وخلعه في 2011.
الجمعيات أشارت إلى أن جريمة اغتيال خاشقجي تعد حلقة في مسلسل سعودي طويل يعج بالاعتداءات الفظيعة على حقوق الإنسان وممارسات القمع المتكاثرة، وخاصة محاصرة الرأي المخالف والتشريع لذلك عبر قوانين جائرة وضاربة عرض الحائط بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، ومن ثم تنفيذها عبر جهاز قضائي لا يضمن أبسط مقومات المحاكمة العادلة.
كما تم التأكيد في البيان على أن هذه الزيارة تسيء لصورة تونس، التي ضحى من أجل استقلالها وتحررها من الاستبداد ألاف الشهداء، لا سيما في تزامنها مع استمرار الحملة العسكرية، التي تقودها المملكة السعودية في اليمن غير عابئة بتردي الأوضاع الإنسانية في هذا البلد وانتشار المجاعة بين أطفاله، علاوة على الاعتقالات التعسفية المتسارعة للمدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان خاصة في الأوساط الصحفية والأكاديمية بالمملكة العربية السعودية، والانتهاكات التي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية في اليمن.
كما عبّرت المنظمات عن بالغ انشغالها بمشاركة قوات تونسية مؤخرا في مناورات عسكرية جوية بتونس مع قوات عسكرية سعودية، هي الأولى من نوعها منذ الاستقلال، وطالبت بالتراجع عن مساندة الجبهة التي تتزعمها المملكة السعودية وبالتوقف عن الاصطفاف غير
المشروط والمخجل مع مواقف هذا البلد المعادي للحريات والمتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خارج حدوده والمهدد لأية مسيرة على طريق الديمقراطية بالمنطقة العربية.
وحذّرت المنظمات من خطورة مثل هذا التعاون والتقارب مع دولة منغلقة تشير العديد من التقارير الحقوقية إلى مُضيها في نهج الاستبداد والعداء المعلن لدعاة الاجتهاد في الدين والإصلاح السياسي.
……………………………………………………
#انتهاكات_صارخة #حقوق_الإنسان #رفضٌ #ولي_العهد_السعودي #محمد_سلمان #تونس