تحدثت صحيفة " الغارديان البريطانية" في مقال تحت عنوان "العبودية في موريتانيا الحقيقية التي لا يمكن الحديث عنها"، ونُشر يوم 8 جوان / يونيو الجاري عن مأساة العبيد في موريتانيا.
وقالت الصحيفة أن المنظمات الحقوقية المحلية في موريتانيا تشير إلى أن 20 بالمائة من الموريتانيين يعيشون كعبيد رغم تجريم "الرق" في 1981 حيث لا يزال عشرات الآلاف من الموريتانيين مستعبدين في بلادهم.
وأوضحت الصحيفة أن الموريتانيين المنتمين إلى أقلية " الحراطين" ذوي البشرة السمراء من الأصول الإفريقية يعاملون كعمال مستعبدين، في حين أن النساء يتم استعبادهن جنسيا ويجبرن على العمل كخدم في المنازل، حيث يُجبر واحد من كل اثنين من "الحراطين" على العمل في المزارع أو في البيوت دون أي إمكانية للحرية أو التعليم أو الأجور.
وقالت "الغارديان" إن المنظمات الحقوقية والمنظمات المناهضة للعبودية في موريتانيا تتهم الحكومة بإنكار وجود العبودية وعدم القيام بما يكفي للقضاء على الظاهرة، مشيرة إلى أن النشطاء المناهضين للعبودية يعانون من الاضطهاد والقمع.
وتناولت الصحيفة الأبعاد التاريخية " لظاهرة العبيد" في موريتانيا وكشفت أن الموريتانيين من الأصول العربية والبربرية يستعبدون " أقلية الحراطين" منذ الفتح العربي حيث تحوّلت العبودية إلى وراثة منذ ذلك الوقت".
الصحيفة أبرزت أيضا الأبعاد السياسية لظاهرة العبيد، حيث يحتكر الموريتانيون من الأصول العربية والبربرية المناصب الهامة في الدولة وفي المجتمع، في حين يُمنع المنتمون إلى أقلية " الحراطين" من التعلم والوصول إلى المناصب السامية في الدولة وتُمنح لهم الأعمال التي يرفضها العرب والبربر.
كما أشارت إلى الصراع السياسي في موريتانيا حيث تعهد الناشط السياسي والمرشح السابق للرئاسة في موريتانيا، بيرم ولد عبيد، وهو من أقلية "الحراطين" الذي سجن لسنوات قبل أن يحتل المركز الثاني في الانتخابات الوطنية 2014، بإزالة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي جاء إلى السلطة في انقلاب عام 2008 ،وقام بحلّ مجلس الشيوخ.
هذا ونشرت صحيفة " الغارديان" شهادات بعض " العبيد" الذين تحرروا بعد سنوات من الاستعباد وضمنت لهم المنظمات الحقوقية والمناهضة للعبودية مستقبلا أفضل في موريتانيا.
……………………………………………………………………………..
#الاستعباد #موريتانيا #الحراطين