الأردن_ لم يجد الثلاثيني أحمد سالم الهلالات خيارا سوى أن يتخذ ما أسماه القرار الصعب عندما دفعت به الظروف الاقتصادية والمعيشية أن يسلم اثنين من أطفاله إلى مديرية التنمية الاجتماعية في لواء البترا، لتتكفل برعايتهما ومساعدتهما على تأمين حياة كريمة.
ويبرر الهلالات الذي يقطن في مدينة البترا قراره بعدم قدرته على إعالة أبنائه الصغار، وتوفير قوت يومهم لسد الرمق لهم بسبب الفقر وقلة ذات اليد.
وقال، إن التفريط بطفليه لم يكن بالأمر السهل عليه، ولكن الفقر ونومهم في أغلب الأوقات ومعدتهم خاوية من المأكل وأمام ظروف مليئة بالتحديات، جعلته يفكر في مصلحتهم خاصة وأنه متعطل عن العمل منذ فترة طويلة، ليتخذ قراره الأصعب من أجل توفير العيش الكريم ومتطلبات الحياة الأساسية الفضلى لهم.
ويضيف الهلالات الذي ارتسمت على تقاسيم وجهه مبكرا ملامح من الوجع والحرقة على أطفاله ليبقى قلبه يعتمل بالحزن والألم الممزوج بالدموع لحظة مغادرتهم منزله أنه وجد نفسه مع الحل الأنسب وما كان عنده أي خيار ثان غير تسليمهم إلى وزارة التنمية الاجتماعية لمنع الفقر والجوع عنهم، الذي ينهش بطونهم الصغيرة حتى يضمن حياتهم ويسكت جوعهم لزرع الأمل والابتسامة على وجوههم.
ويشير الهلالات إلى أنه يواجه منذ سنوات ضنك الحياة القاسية، على أمل أن تأتي شمس يوم جميل حاملة معها الفرج بإيجاد فرصة عمل له، وهي من أبسط حقوقه، لتوفير لقمة العيش لأبنائه، فيما الواقع يزيد قسوة سنة بعد أخرى عليه وعلى أبنائه لأنه غالبا ما يضطر إلى الاستدانة من المحال التجارية ليسد رمق أطفاله، مشيرا إلى عدم قدرته على تسديد احتياجاته جراء ما تعيشه الاسرة من أوضاع مالية صعبة.
وحمّل ضيق ذات اليد وأسباب تردي صحة أطفاله وعدم تلقيهما العلاج المناسب لعدم وجود بطاقة تأمين صحي بحوزته، ما سبب لهم مضاعفات صحية لاعتمادهم على الماء والسكر حتى بدأت حالتهم الصحية تضعف، ما أثار مخاوفه من عدم القدرة على خدمة الأطفال والعناية بهم.
ولا يعتبر الهلالات أن الفقر والجوع والمرض هما فقط ما ينغص حياة أسرته التي أصبحت في مهب الريح ومهددة بالطرد من منزلها، بعد أن تراكمت عليها الديون وأجرة المنزل غير المدفوعة والمستحقة لعدم تسديدها منذ أكثر من شهرين.
ويقول إن أسرته تسكن في بيت مستأجر يفتقر لكل مظاهر العيش الكريم، وهو كل ما تملك الأسرة المكونة من 4 أفراد، ومع ذلك تعتبره ملجأها ومأواها وسترا لمعاناتها، مضيفا أن الأسرة تتجرع مرارة الدين لتوفير أبسط الضروريات من مأكل ومشرب وملبس، بعد أن رفضت المحلات التجارية استمرار بيعهم بالدين بسبب عجزهم عن الوفاء بمبالغ متفرقة.
وتابع قائلا نحن بالكاد نجد خبز يومنا، فمن أين سآتي بالمبالغ المستحقة، معربا عن خشيته من أن يكون الشارع مصيرا لأسرته، لا سيما أنه لا يملك من حطام الدنيا أي شيء، فيما أبواب العمل موصدة بوجهه، مطالبا بدراسة حالتة الاجتماعية والأسباب التي دفعته لهذا العمل من أجل تقديم المساعدة له في إيجاد فرصة عمل وبطاقة تأمين صحي.
إلى ذلك، أكد مصدر رسمي في مديرية التنمية الاجتماعية في لواء البترا أن أحد المواطنين في مدينة البترا قد أحضر طفلين يبلغان من العمر سنتين وثلاث سنوات إلى مبنى المديرية وقام بتسليمهما إلى مدير التنمية، وادعى بأنه لا يقوى على رعايتهما وأنه متعطل عن العمل ويعاني من ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة، طالبا منهم أن تتكفل وزارة التنمية الاجتماعية بإعالتهما خوفا على حياتهما لعله يجد فرصة عمل.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن المديرية قامت بدورها وحسب الاجراءات والقنوات الرسمية المتبعة بشأن ذلك بتحويل الطفلين إلى حماية الأسرة لكي يتم التنسيق بعد ذلك وتحويلهما إلى أحد المراكز المعنية بدور الرعاية الاجتماعية.