الجزائر_أعلنت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مقتل إفريقي من المهاجرين السريين وجرح آخرين، بمدينة بشار بجنوب غربي البلاد، في مشادات عنيفة بين سكان المنطقة وهؤلاء المهاجرين وقعت مساء الجمعة
وقالت الرابطة السبت في بيان، إن بلطجية هاجموا مخيما لتجمع اللاجئين الأفارقة، فقتلوا أحدهم وتسببوا في جرح 40 آخرين.
وانتقد البيان بشدة ما سمّاه ممارسات عنصرية ضد المهاجرين. ولم يذكر التنظيم الحقوقي الظروف التي انطلقت فيها المواجهات، ولا أسباب استهداف موقع المهاجرين الأفارقة.
وعاد الهدوء نسبيا صباح السبت إلى بشار التي تقع قرب الحدود مع المغرب، فيما طالب أعيان المنطقة من السلطات المحلية، إبعاد المهاجرين السريين عن بشَار تفاديا لتجدد الاحتكاك بين شباب المدينة والمقيمين به، الذين ينحدرون من مالي والنيجر وكوت ديفورا والكاميرون والسنغال.
وقال بيان الرابطة: ان قوات الأمن غطت على المعتدين وهاجمت اللاجئين الأفارقة بالقنابل المسيلة للدموع كما أنه لم يتم حتى نقل الضحايا للمستشفى بما في ذلك الضحية المقتول إلى غاية الساعة العاشرة ليلا.
ونددت الرابطة بتغاضي السلطات عن الأوضاع الاجتماعية المزرية جدا التي تعيشها مدن الجنوب الجزائري وتجاهلها لها، كما تندد بالسياسة الارتجالية التي تعتمدها في تعاملها مع اللاجئين من بلدان افريقية والتي تتميز بتجميعهم في مراكز عبور تشبه القيتوهات في ظروف غير إنسانية، وتغاضيها عن استعمالهم كيد عاملة رخيصة جدا والاعتداء على حقوقهم الاجتماعية كونهم غير مصرح بهم.
كما حذرت الرابطة من خطورة الخطاب المنتهج من السلطة إيهام المجتمع بطريقة مباشرة وغير مباشرة بأن اللاجئين من بلدان أفريقية هم من يتسببون في مشاكل اقتصادية واجتماعية لهم مما غرس الكراهية والعنصرية في عقول بعض المواطنين.
وكانت الرابطة نشرت، مؤخرا، تقريرا دقت فيه ناقوس الخطر حول ما أسمته الظروف المأساوية التي يعيشها مئات اللاجئين الأفارقة، منتقدة استغلال أرباب عمل ومقاولين وأصحاب مزارع كبرى ومستثمرات فلاحية للنازحين، الذين قدرتهم الرابطة بين 11 إلى 13 ألف. عامل.
وأكدت الرابطة في تقريرها أنه في محاولة منها لمعرفة عدد الرخص الاستثنائية الممنوحة سنة 2015 التي أعطيت لأرباب العمل والمقاولين وأصحاب المزارع الكبرى والمستثمرات الفلاحية لتشغيل الأفارقة، من أجل مقارنتها مع العدد الحقيقي في الواقع الميداني، “ولكن كل محاولاتنا باءت بالفشل، متحججين بأن الأرقام الحقيقية لسنة 2015 لا تزال في إطار التحليل والمعالجة على مستوى وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، ما حتم على الرابطة الاستناد إلى الأرقام السابقة التي ذكرها محمد الغازي، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، في 21 جوان 2014، بأن عدد العمال الأجانب الذين يعملون في الجزائر بلغ 140 ألف عامل من 125 جنسية أجنبية مختلفة. وردا على هذا الأمر، أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن الحكومة قامت بإجراءات تجميع اللاجئين الأفارقة بمخيمات أنشئت خصيصا لذلك بجنوب الوطن، وذلك لحمايتهم من قسوة الشتاء.