الجزائر: الاساتذة المتدربون مستمرين في مسيرتهم، ولا جواب من وزارتهم

الجزائر_ وصل، مساء أمس، المشاركون في مسيرة الأساتذة المتعاقدين، التي انطلقت بداية الأسبوع الماضي من مدينة بجاية، إلى منطقة بني عمران الواقعة جنوب شرقي ولاية بومرداس، ليجدوا في استقبالهم السكان الذين رحبوا بهم وشجعوهم على مواصلة التحدي.

 المحتجون الذين يطالبون بالإدماج الذي، اعتبروه، حق من حقوقهم الدستورية.والذين عزموا العقد على قطع مسافة (240)كيلو  قضوا ليلة أول أمس في ثانوية “مسيل محمد” الواقعة في مدينة قادرية التي استقبلوا فيها بحفاوة من قبل السكان وأعضاء المجلس البلدي، حيث قدموا لهم الأطعمة والماء والأفرشة.

  وقال أحد أعضاء تنسيقية الأساتذة المتعاقدين، إن مرحلة منطقة البويرة ـ قادرية كانت أصعب مرحلة يمرون بها منذ بداية المسيرة، حيث مروا بظروف صعبة للغاية بسبب الأمطار التي تساقطت بكثافة على أجسادهم التي كادت أن لا تتحمل لسعات البرد القارس، ما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين، حيث تم نقل ستة مشاركين ومشاركات إلى مستشفى الأخضرية، وقد نصحهم الأطباء بالتوقف عن متابعة المسيرة بسبب تورمات أصابت أقدامهم، لكنهم رفضوا ذلك، وواصلوا السير صباح أمس رفقة أكثر من ألفي مشارك، كان من بينهم أعضاء المكتب الوطني لنقابة “كنابست” وممثلون عن المجتمع المدني.

وفي مدينة الأخضرية استقبلوا بحفاوة كبيرة من طرف سكانها، وعندما وصلوا إلى منعرجات الأخضرية توقفوا لتناول وجبة الغداء، ثم عادوا للسير ثانية باتجاه مدينة بني عمران. وفي الطريق، نقل المشاركون ثلاثة من رفاقهم لم يتحملوا مشقة السير إلى العيادة متعددة الخدمات حيث وضعوا تحت الرقابة الطبية. وحسب أحد المصابين، فإن الأطباء نصحوهم بالتوقف عن السير غير أنهم لا يزالون مصممين على دخول العاصمة مع رفاقهم.

وعن جديد قضيتهم، قال الناطق الرسمي للتنسيقية بشير سعيدي، إن الوزارة لم تتصل بهم لحد الآن، مؤكدا في نفس الوقت أنهم لن يقبلوا أي اقتراح عدا الإدماج المباشر. ومن جهة أخرى، دعا المشاركون في المسيرة كافة المتعاقدين الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالمشاركة في المسيرة إلى عدم الالتحاق بمؤسستهم اليوم ومقاطعة الدراسة، إلى أن تلبي الوزارة مطالبهم وهددوا بتقديم الاستقالة الجماعية في حالة ما إذا منعتهم السلطات من دخول العاصمة. وبمناسبة وجودهم في ولاية بومرداس، اعتبر عدد من أعضاء الجمعيات وحركات المجتمع المدني والتنظيمات، على غرار اتحاد التجار والحرفيين لبلدية عمال، أن التضامن مع الأساتذة المتعاقدين واجب.

من جهته، كشف المتحدث باسم النقابة “الكنابست” في المكتب الولائي لبومرداس، أنه من المنتظر أن يمضي الأساتذة ليلتهم في بلدية بني عمران، علما أن المشاركين رفضوا عرض الانتقال لإمضاء ليلتهم في مدينة بومرداس على متن الحافلات، مصرين على مواصلة مسيرتهم إلى العاصمة مشيا على الأقدام وتحدي المشاق، وهو العرض الذي قدم لهم بسبب افتقار الثانويتين المذكورتين للأفرشة والأسرة. وأضاف ذات المصدر أن هناك مساعي حثيثة من قبل السلطات المحلية للتكفل بالمحتجين.
وقد أصدرت مؤخرا الفدرالية الوطنية لقطاع التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية سناباب التابعة للكنفدرالية العامة المستقلة للعمال في الجزائر CGATA، في دار النقابات بباب الزوار بيانا أعلنت فيه اجتماع أعضاء الفيدرالية الوطنية في دورة استثنائية وذلك من أجل متابعة المسيرة التي أعلنت عليها اللجنة الوطنية للأساتذة المتعاقدين والتي انطلقت من ولاية بجاية  إلى بجاية  العاصمة مشيا على الأقدام، تضم أكثر من ألف أستاذ وأستاذة قادمين من كل ولايات الوطن والرافضين لكل أشكال العمل الهش والتعاقد في التعليم الذي كرسه القانون العام للوظيفة العمومية مطالبين بالإدماج دون قيد أو شرط وتسوية وضعيتهم المالية العالقة.