الجزائر : الحكومة تحاور نفسها، وشركاء اجتماعيين على المقاس

بات من الواضح أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين لا يمثّل مختلف أطياف المشهد النقابي والعمالي بعد أن وقفت أوساط عمالية ونقابية على انحراف قيادة الاتحاد بخصوص قضايا استراتيجية خلال العقدين الأخيرين، تخلّت بموجبها عن مصالح فئات وشرائح واسعة من العمال وهي التي يفترض أن تقف إلى جانبهم في كفاحهم من أجل الحفاظ على مكتسبات موروثة، لتلتحق أعداد كبيرة بالنقابات المستقلة في عدة قطاعات.

فمركزية الاتحاد كان لها موقفا مخيّبا من قرار غلق المؤسسات وتسريح عمالها خلال عشرية التسعينيات، وصمتها المطبق عن تراجع القدرة الشرائية للمواطن منذ ذلك الوقت وإلى غاية اليوم، فضلا عن عدم مرافقتها لانشغالات ومطالب عمال القطاع الخاص، الذين خسروا حماية هيئة عبد المجيد سيدي السعيد، بفعل صمتها، وانخراطها في مشاريع خوصصة المؤسسة العمومية، ولعل اجتماع الثلاثية الأخير الذي باركته المركزية النقابية، يعتبر إحدى المحطات السوداء في مسيرة المركزية النقابية.

الامر نفسه ينطبق على أصحاب العمل،  فقد خسر منتدى رؤساء المؤسسات إلى جانب بعض هيئات رجال الأعمال ذلك الثقل  الذي يمكّنها من حجز مكان لها بين الكبار لتظهر الحكومة وكأنها تحاور نفسها خلال اجتماع الثلاثية الاخير مع شركاء اجتماعيين وضعتها على مقاسها، في الوقت الذي غاب فيه ممثلون عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.