المغرب: تحالف حقوقي يُطلق صيحة فزع حول معاناة عمّال الفحم بجرادة

كشفت مكونات التحالف المدني لحقوق الإنسان  عن وقائع مفزعة بمنطقة جرادة عقب الاحتجاجات الدائرة حاليا بعد وفاة شابين داخل بئر عشوائية للفحم الحجري من خلال شهادات حيّة خطيرة لأهالي المنطقة.

وأبرز التحالف في تقريره أن  آبار الفحم  تنعدم فيها أبسط شروط السلامة وأن العمال يشتغلون بوسائل ومعدات بدائية وتقليدية جعلهم أمام مخاطر صحية ومهنية  خاصة مع احتمالية انهيار تلك الآبار فوق رؤوسهم، مسجّلا أن هذه الأماكن الخطرة تحصد سنويا ما بين شهيدين اثنين إلى خمسة شهداء، فضلا عن معاناة مرضى السيليكوز.

وأشار التحالف إلى أنه منذ إقدام إدارة مفاحم المغرب على إغلاق مقراتها بمدينة جرادة سنة 1998، بات السكان يعيشون الفقر والإقصاء الاجتماعي، ولم تُفكر الجهات المعنية  في بديل لهؤلاء العمال الذين أصبحوا بين عشية وضحاها عاطلين عن العمل ما دفع بالنساء والرجال إلى الخروج للبحث عن مورد رزق في آبار الموت بمدخول زهيد وعمل مضن قد يستغرق 10 ساعات.

كما عرّج تقرير التحالف على  المطالب المرفوعة من طرف المحتجين في حراك جرادة ووصفها بالعادلة والبسيطة جدا والتي تتمثل أساسا في توفير الشغل لشباب المنطقة والالتزام بتنفيذ الاتفاقيات الاجتماعية المبرمة منذ سنة 1998، وتعويض مرضى السيليكوز عن العجز البدني وفق الاتفاقية الاجتماعية المؤرخة في 17 فبراير 1998، والتصريح بالأجور لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالنسبة للعمال المصرح بهم وفق الاتفاقية المذكورة،  مع التشديد على ضرورة إيفاد وفد وزاري خصوصا وأن السكان فقدوا  فقدت الثقة في المنتخبين ومسؤولي السلطات المحلية والإقليمية والجهوية، لتملصهم من وعودهم التي قاربت العقدين من الزمن.

للإشارة، فان المحتجين في جرادة هددوا بالدخول في شكل احتجاجي جديد هو بمثابة انتحار جماعي، عبر الاعتصام داخل آبار الفحم الحجري إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم وإيقاف معاناتهم.