اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية

تحيي المنطقة العربية اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية وهي مناسبة تضعنا كل سنة أمام مؤشرات مؤلمة حيث يفقد أكثر من مليوني عامل وعاملة حياتهم سنويا ويتعرض أكثر من 400 ألف لإصابات بسبب حوادث العمل مع تداعيات اقتصادية تمثل قرابة 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وفي هذا الصدد قال شاهر سعد، رئيس الاتحاد العربي للنقابات “لم يعد من المقبول أن نواصل التعاطي بهذه السطحية مع موضوع السلامة والصحة المهنية، نحن نتحدث هنا عن خط الدفاع الأخير للعمال، فعلى جميع الاطراف المتداخلة، وزارات عمل، وزارات صحة، أرباب العمل وممثلو العمال مراجعة منظومات السلامة والصحة المهنية في إطار حوار اجتماعي من أجل أن تتحول إلى سياسات متأصلة ومقننة ومبنية على ما جاءت به اتفاقيات العمل الدولية الخاصة بالسلامة والصحة والمهنية، وأساسا الاتفاقيات 155، 161 و187

وتعاني المنطقة العربية بصفة عامة حالة ضعف تشريعي وتنظيمي كبير للسلامة والصحة المهنية، وفي هذا الصدد قالت هند بن عمار، السكرتيرة التنفيذية المكلفة “رغم أن السلامة والصحة المهنية هي نقطة التقاء واجماع بين كل الشركاء الاجتماعيين فإنها تستوجب ترجمة هذا الاجماع إلى تشريعات وسياسات وطنية تبدأ بإدراج السلامة والصحة المهنية ضمن مناهج التعليم والتدريب وإنعاش منظومات تفتيش العمل كما وكيفا وتمويل برامج السلامة والصحة”.

أما في باب ضعف المصادقة العربية على اتفاقيات العمل الدولية الخاصة بالسلامة والصحة المهنية صرحت السكرتيرة التنفيذية المكلفة ” فقط الجزائر والبحرين صادقتا على الاتفاقية عدد 155 والعراق والمغرب وتونس على الاتفاقية عدد 187 في حين لم يصادق أي بلد عربي على الاتفاقية عدد 161 وهو ما يطرح تساؤلا حول جدية التعاطي الحكومي مع السلامة والصحة المهنية، فمن جانبنا كنقابات عمالية لم ندخر جهدا في سبيل تأمين كل أسباب السلامة لعمالنا في كل مفاوضاتنا ولن ندخر جهدا في سبيل مصادقة كل بلداننا العربية على هذه الاتفاقيات وخاصة ترجمتها إلى سياسات وطنية ستعود  بالنفع على تطوير الانتاج وتنقية المناخ الاجتماعي في مواقع العمل.