أطلقت السعودية نظام إقامة جديد يسمح للأجانب بالبقاء في المملكة دون الحاجة لكفيل محليّ، وتعتبر السعودية هذا النظام هو الخطوة الأولى في "إصلاح" نظام الكفالة في الوقت الحاضر، فيما تناولت وسائل الاعلام المبادرة بوصف غير دقيق على أنها "إلغاء الكفالة".
ويقول خبراء إن الإصلاحات الجديدة هي في الواقع موجّهة للمستثمرين الأثرياء ورجال الأعمال الأجانب للاستفادة من رؤوس الأموال الكبيرة لتحريك الطلب في القطاع العقاري وكذلك الترويج للاستثمار الأجنبي، وتؤكد ذلك تقارير صحافية أعلنت أن رسوم الإقامة المميزة السنوية ستحدد بـ 100 ألف ريال سعودي (26,6 ألف دولار أميركي)، فيما تصل رسوم الإقامة الدائمة إلى 800 ألف ريال سعودي (213,28 ألف دولار أميركي) إلا ان هذه الرسوم لم يتم الإعلان عنها رسميا.
ومعلوم أن مجلس الشورى السعودي أقرّ مسودة قانون يسمح لغير السعوديين بالحصول على كفالة ذاتية لإقامتهم (تصريح الإقامة)، وهذا النظام الذي يشير إليه المسؤولون بـ"الإقامة المميزة" سيمنح حاملي التصريح إقامة مؤقتة أو دائمة قابلة للتجديد".
ومن المزايا الأخرى التي يحصل عليها حملة "الإقامة المميزة"، الحصول على تصاريح إقامة لعائلاتهم، وإصدار تأشيرة دخول لأقربائهم، وتوظيف العمال، وتملّك العقارات بالإضافة إلى حرية الدخول والخروج من السعودية دون قيود.
وتعتبر هذه السياسات جزءاً من النمط العالمي الحديث لسياسة الهجرة غير المتكافئة، حيث يتمكن المهاجرون الأثرياء من الإقامة والتنقل بحرية بينما يصطدم الفقراء بالقيود خلال تنقلاتهم.
كما أن هذه التشريعات تتناقض مع العزم على إبقاء الأموال وتدويرها داخلياَ، فالكثير من العائلات الوافدة في السعودية لم يعد بوسعها مواصلة الإنفاق على السكن، والمدارس، والمواصلات وغير ذلك، وانتهى بهم الأمر بإعادة عائلاتهم إلى أوطانهم الأصلية ودعمهم بالجزء الأكبر من رواتبهم بإرسالها إلى هناك.
ومنذ إعلان الموافقة على التشريع السعودي الجديد، ظهرت موجة من العناوين غير الدقيقة التي تصف المبادرة السعودية بأنها إنهاءٌ لنظام الكفالة في المملكة، كما واظبت بعض المؤسسات الإعلامية على نشر تحليلات غير دقيقة تؤكد ذلك، وذلك رغم ضآلة التغيير الذي تحدثه الإصلاحات المذكورة لحقوق المهاجرين وحرية انتقالهم.
وبرغم أنه ليس من المعروف إن كانت هذه التغطية الإعلامية هي نتاج افتقار لفهم نظام الكفالة أم أنه ناتج عن إدراك وعلم في إطار سياسة العلاقات العامة، إلا أنه من الواضح جداً أن تطبيق نظام الكفالة الذاتية على قلة مختارة لا يعنى أن نظام الكفالة الخانق قد أرخى قبضته عن رقبة الغالبية العظمى من العمالة المهاجرة في الخليج.
………………… #الإقامة_المميزة #السعودية #نظام_الكفالة