أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها الأخير حول الجزائر، أن هذه الأخيرة رحّلت آلاف الرجال والنساء والأطفال منذ جانفي الفارط إلى النيجر ومالي في ظروف لا إنسانية، وفي حالات عدة، دون النظر إلى وضعهم القانوني في الجزائر أو وضعياتهم الهشة.
وحسب الشهادات التي رصدتها المنظمة مع 30 مهاجرا من جنوب الصحراء من جنسيات مختلفة، قالوا إن السلطات الجزائرية داهمت مناطق يُعرف أن المهاجرين يعيشون فيها، أو اعتقلتهم في الشوارع أو في مواقع البناء، وطردتهم جماعيا عبر الحدود مع النيجر أو مالي، في معظم الحالات بلا طعام ومع قليل من الماء، وأكدوا أنهم أجبِروا على السير عشرات الكيلومترات في الصحراء، في درجات حرارة عالية، قبل الوصول إلى البلدات التي وجدوا فيها مساعدة أو وسائل نقل خاصة.
وأبرزت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش أن للجزائر الحق في السيطرة على حدودها، لكن هذا لا يعني أنه يمكنها إيقاف الناس على أساس لون بشرتهم ورميهم في الصحراء، دون مراعاة وضعهم القانوني وبدون أي إجراءات قانونية.
وأفاد عديد المهاجرين للمنظمة أن الشرطة الجزائرية قامت بضربهم ورفضت طلباتهم بأخذ أموالهم وممتلكاتهم معهم، وفي مناسبات عدة سرقت العديد من ممتلكاتهم، كما مُنعوا من قبض رواتبهم وصودرت هواتفهم، وأحيانا مدخراتهم المتواضعة أثناء الاعتقال، ولم تُرجع هذه الممتلكات إلى العديد منهم، رغم الوعود التي قدمتها قوات الأمن عند وصولهم إلى مركز احتجاز "تمنراست".
وحسب التصريحات الرسمية، فان السلطات الجزائرية رحّلت نحو 27 ألف مهاجر من جنوب الصحراء في السنوات الثلاث الأخيرة .
……………………………………………………………
معاملة_غير_إنسانية #المهاجرون #الجزائر #نساء_ حوامل #أطفال