عمال جرادة بالمغرب: ضحايا الفحم والخبز الأسود

في إبداع جديد للتعبير عن غضبهم وعن معاناتهم، خرج المئات من عمال مناجم الفحم بمدينة جرادة بملابس العمل رافعين نعوش ضحايا الفحم والرغيف الأسود على أكتافهم في مسيرة جابت أنحاء الأحياء الشعبية بالمدينة حاملين الخبز ومصاحف قرآنية بأيديهم السوداء الملطخة بـالفحم الحجري .

المحتجون نددوا بصمت الحكومة وعدم تجاوبها مع مطالبهم العادلة والمشروعة ووصفوا  اللقاءات الأخيرة التي التأمت مع المنتخبين والسياسيين وأعضاء المجلس البلدي وفعاليات المجتمع المدني بأنها محاولة لإسكات غضب المحتجين، كما طالبوا بإحضار وفد وزاري ليستمع  إلى همومهم ومشاغلهم  معتبرين أن من يحق محاورتها هي اللجنة الكبرى، التي تشكلت من لجان الأحياء الشعبية، والتي تضم ممثلين عن كل حيّ.

للتذكير، فقد لقي شقيقان مصرعهما  تحت أنقاض بئر بمدينة جرادة مؤخّرا كانا ينقبّان عن الفحم ، وقد كشفت هذه الحادثة الاليمة عن مدى معاناة وقسوة  ظروف عيش سكان المدينة بعد اغلاق الدولة لمناجم الفحم التي كانت تديرها شركة مفاحم المغرب والتي كانت توفر مواطن عمل قارة، فأصبح شباب المنطقة العاطل عن العمل  بلا مورد رزق الامر الذي أجبرهم على الحفر التقليدي غير المؤمّن والعمل في  المناجم المهجورة الخطيرة  لاستخراج الفحم  الذي تستفيد من إنتاجه العشوائي كبريات الشركات المستهلكة للفحم الحجري والتي تحصل عليه بأثمان بخسة.