للأسبوع الرابع على التوالي يتواصل غلق مصنع الاسمنت بمنطقة فريانة اثر خلافات عميقة بين الادارة العامة والعمال ونقابتهم، ولم تتمكن الجلسات التفاوضية الصلحية التي انعقدت من ايجاد حلول للمشاكل المطروحة ونزع فتيل الأزمة التي مسّت ايضا أكثر من 50 مصنعا للجليز ومنتجات الخزف والعقارات باعتبار ارتباط انتاجها بالمصنع الوحيد الذي يوفّر مادة الاسمنت الابيض بالبلاد.
مصادرنا أكدت أن تفاصيل الأزمة تتمثّل في تعمّد الادارة العامة للمصنع ضرب العمل النقابي ومحاولة مُحاصرة أنشطة واجتماعات نقابة المؤسسة وقامت بإيقاف 7 نقابيين عن العمل وطرد 30 عاملا الى جانب عدم اعترافها بالبعد الاجتماعي ولم تراع الاوضاع الاجتماعية الصعبة للعمال والقيام بترهيبهم وتجاهل مطالب الطرف النقابي المهنية والاجتماعية والانقلاب على الاتفاقات المبرمة سابقا وعدم الاهتمام بظروف العمل الأمر الذي وصل الى حد وفاة 3 عمال في حادث شغل، وهو الحدث الذي زاد من إشعال فتيل التوتّر.
وطالب الطرف النقابي بتغيير المدير العام وبتعيين شخصية كفئة بإمكانها أن تسيّر المصنع وتجد الحلول المناسبة للمشاكل المتراكمة وتدفع نحو تنقية المناخ الاجتماعي وإعادة الامور الى نصابها.
لكن الادارة العامة كان لها رأي أخر، فقرّرت ايقاف الانتاج لمدة 6 أشهر بدعوى تعكّر المناخ الاجتماعي ورفض كل مطالب الطرف النقابي، كما أعلنت انها ستعاقب من اعتبرتهم تسببوا في الفوضى ودعوا الى تغيير المدير العام، لتساهم هذه القرارات في تعميق الأزمة اكثر.